The godfather cast

Friday, January 16, 2009

bipolar depression


الواقع المنحط يفرز فنا منحطا" هذه المقولة قالها الفرنسي فيكتور هوجو يوما ما و ما أبدع المصريون اليوم مثالا للأنحطاط ليس فنيا فحسب و لكن في كل شيء خلقيا و اجتماعيا و دينيا علي عكس ما يتصور الجميع... صار المجتمع المصري كمزرعة البكتيريا التي كنت أراها منذ سنتين و نصف.... ما ان تلامس بؤرة فيها حتي تنتابك العدوي.... صار من الكوميدي الآن أن تتحدث عن كليشيهات مثل أخلاق القرية....
للراحل السادات.... أن تتحدث عن ملامح الشخصية المصرية... لأنها لم تعد بملامح تقريبا صارت مخلجنة تارة متأمركة تارة أخري....لقد ذابت الشخصية المصرية في بحر خضم من الفساد و التسلط و الشمولية و فقد المكانة و غياب الحريات صار المجتمع المصري-أغلبه- مجموعة من الفهلوجية الذين يريدون تحصيل المال بأي صورة بغض النظر عن مصدره و صارت القشور هي الجزور.... صار الممتعض هو المعتقد
و صار الباغي هو الناجي.... و غاب العدل عن مصر كما لم يفعل منذ أيام المماليك..... و اصبحنا نعيش في دولة خدعة رخوة لا يشرف أي من لا يمتلك جنسيتها أن يحصل عليها كما قال مصطفي كامل...... ان الحضارات كالبشر تولد و تشب وتشيخ و نحن الآن في مرحلة الشيخوخة
و ننتظر فقط النهاية و المشكلة أن النهاية طالت بشدة فصرنا نؤدي بلا سيناريو و صار الفيلم مملا رتيبا..... صار من يعرف ينتظر اللحظة التي نلقي فيها القفاز فى وجه خصمنا.... وأن ننظر للحكم ليبدأ بالعد
............................................
من هنا تبدأ هيبة الدولة هذه الجملة قالها مؤسس الجمهورية الخامسة شارل ديجول الفرنسي الآخر و هو يشير الي جندي البلدية حارس الشانزليزيه الذي يقف مختالا ببزته العسكرية في انضباط..... هذه الجملة تطاردني كأحلام اليقظة في كل مكان أذهب اليه الآن أراها و أنا أقف في اشارة المرور و أنظر الي العسكري البائس و هو يلهف ورقة نقدية لكي لا يسجل مخالفة..... حين أنظر الي سرير مريض خال في المستشفي الأميري بقسم القلب و عليه قطة متسخة تموء..... حين أذهب الي المحكمة و تتعالي الصرخات و تنسكب الدموع...... حين أري رفح المصرية و فد طالها القذف الاسرائيلي.... حين أجلس مع أخي الصغير الذي يتلقي تعليمه في مدرسة خاصة ولا يكتب حتي الآن جملة صغيرة صحيحة..... حين أذهب الي حديقة عامة في محطة الرمل و أراها تعج بالروث و البشر و الصخب.... حين يموت يوسف .....أبورية لأن المالية رفضت الافراج عن منحة الشارقة.... و كأن الدولة ترفض حتي أن نتسول.... الدولة ترفضنا عموما...... أشعر بالرفض عموما
في كل مناسبة ..... لقد حضرت مؤخرا مؤتمرا لمصطفي السيد الحاصل علي وسام العلوم الأمريكي كنت أجلس و أشاهد نظرات الأكبار و الجلال في وجه أساتذة الكلية ليس لأنجازه الذي لم يفقهه أحد من الحضور و لكن لأنه قادم من الولايات المتحدة و كأن النبطاح لكل ما هو خارجي صار فضيلة.....وقفت ليلتها أمام صورة الرئيس المصري فوق نقطة شرطة الأنفوشي و ألقيت القفاز و أشرت لكليهما من هنا تبدأ وكسة الدولة

Thursday, January 1, 2009

السنوات السبعون

سنوات عمري السبعين... هي ما أتاحت لي معرفة نوعها منذ اللحظة الأولي بائعة هوي من الدرجةالأولي مساحيق التجميل الموزعة يعشوائية تتوارثها اجيالهن منذ ظهور المهنة و :انها جين يسري فيهن.... لا تختلف بائعات الهوي كثيرا هنا أو في دلهي أو نيو يورك... في دبي و برلين.... في طوكيو أو حتي بطرسيبرج في ريو أو في مونتريال......... يجمعهن سعورا واحدا السعور بالرخص..... كنت قد خرجت من البار في سان جيوفاني في أول يوم لعودتي الي الاسكندرية للمرة الأولي منذ 12 عاما كاملة...... كنت هادئا ثملا بنشوة الخمر و لا أرغب في اضاعة وقتي الثمين..... في مهنة كالتي أعملها -العلاقات العامة- تتميز بعدة أمور أهمها هو قدرتك علي اكتساب مظهرا ما لفترة طويلة للغاية و هو ما يعني أنني أصغر عن سني شكلا بما يزيد علي العشرين عاما كاملة ..... و للأسف الأسكندرية ماذالت كما هي في الشتاء وحيدة مبتلة و غارقة في الصمت...... أما لأنها لا تستطيع الاحتفاظ بمظهرها أو لأنها تجاوزت السبعين بكثير....... اتكأت علي يد شمسيتي الأثيرة..... و أنطلقت خلف تلك اللبؤة المفترسة ذات الشعر المهمل و الفستان القديم..... و الحذاء الرث ....و تركت الغضة بنت الخامسة و العشرين...... لشخص ما يرتدي قفطانا أبيض و ويدخن سيجارا كوبيا فاخرا....في سيارة تبتلع ثلث عرض الكورنيش...... لم أتركها من أجله لأنه شاب..... ولكنني بخبرة سبعون عاما أدركت أن ذلك المستعرض لن يصمد أمامها الا لدقائق معدودة وسيغدق عليها لكي يواري عاره رمال الصحراء... وبذلك أكون ساهمت في عودتها مبكرا الي حيث تنتمي....... الأزقة الضيقة
..........................................
-2-
في الخمسينيات كنت أتسلل لمطبخ منزلنا المنيف في زيزينيا لمقابلة زوبة الخادمة كانت تكبرني بسبعة أعوام كانت مهملة و رثة هي الأخري
كنت أقضي ليلتي بين اخضانها و علي الرغم من القهر الانساني في أعمال المنزل يوميا.... الا أنها كانت تقابلني بمنتهي الترحيب و أكاد أجزم أن رائحة جسدها هي الأروع علي الأطلاق....... بعد الباريسات السقروات و سمراوات أسبانيا و الأمريكيات المثرثرات لا أجد رائحة جسد مثلها..... كنت أعود الي غرفتي سعيدا و تنام هي ملء جفنيها و أهلي ينامون سعداء بالطبع لأنهم لا يعرفون شييء.......تذكرت هذا للتو و أنا أخلع ملابسي بجانب سيدة الكورنيش التي كانت مقلة في الكلام...... كل ما قالته أن اسمها شاهندة طبعا لست ساذجا لأصدق هذا .... و لكنني رددت لها الغموض و قلت لها أسمي كامل........ رحبت بعبارات جديدة لم آلفها مثل برنس علي حد علمي أن جدي هو آخر من يحمل لقب برنس في أسرتنا ..... أعتبرتها مجاملة.... و أنهيت ما أردته في ربع ساعة........قامت هي بسرعة لتغطي جسدها المترهل الواهن الذي لامسته منذ قليل........ بضحكة صفراء قالت لي لا تبدو مثل من هم في الخمسين صحتك أفضل كثيرا........ ما قصتك؟ هكذا سألتها باهتمام....... لا يوجد جديد لن أخبرك عن أبي المدمن و امي المتوفية أو عن زواج مبكر من خليجي.... ضحكت أنا هذه المرة لا طبعا لا توجد امرأة في الخمسينيات تمارسه لهذا السبب....... الحاجة لا أكثر ولا أقل..... كنت متزوجة و مات زوجي دون معاش تزوجت من رجل آخر كان يعيش كل يوم كأنه الأخير لذا مات و ورطني بديونه..... كان لي ابن و لكنه سافر منذ زمن طويل و لم يعد يسأل عني أنا الآن في السبعون....... أتسع فمي عن آخره ...... نعم ألا تصدق أنا أبلغ سبعون عاما و أمارسه ماذا في هذا لولاه لكن ميتة علي قارعة الطريق منذ زمن..... لقد كنت أعمل عملا محترما يوما ما كنت أستطيع فيه أن أحافظ علي مظهري لأاطول فترة ممكنة...... كان هذا سهلا.... و لكن اللعنة علي هؤلاء السبعون عاما!..... و تركتني مسرعة و أنا أجلس علي الأريكة أعب الويسكي بحسرة علي سنوات عمري السبعون الذين قضيتهم خارجها

Saturday, December 27, 2008

من أطلق الريح؟






هذا ما جناه العرب العار و الخزي المستمر الصفع علي مؤخرات حكامهم التي لا تهتم الا بالكراسي التي يجلسون عليها بالله عليك ايا كان من تعبد ماذا استفاد العرب من حماس في غزة و ماذا يقول الذين سبوا الرافضين دخول حماس المعترك السياسي؟
لماذا تزور ليفني القاهرة قبل سويعات قلائل من العملية الجديدة؟
و عماذا تبحث حماس .... عما يبحث عنه الأخوان المتأسلمون في القاهرة حكم دولة وهمية...سواء دولة علي الورق و لم تصل حتي الي الورق في الحالة الأول و عن حكم دولة رخوة في غرفة الانعاش في الحالة الثانية؟! فهل هذا مبرر لقتل من في الصورة بعاليه؟
الطريف و المؤسف أن الجميع يتهم مصر بالعمالة لصالح اسرائيل و تبعيا لأمريكا و هو اتهام صريح وواضح لأبعد حد و لذلك كان مؤسفا أما الطرافة فأن الاتهام كان من دول تماثلنا العمالة باقتدار سواء من مخنث قطر الذي يدعو لحظة كتابة هذه السطور و الذي لديه قواعد أمريكية علي أرضه لقمة عربية طارئة لوصلة من البكاء و العويل و الذي استقبلت قناة بلاده شبه الرسمية ليفني و لم يجروء أحد علي سؤالها عن جرائم الاحتلال أو من الليبي نصف المجنون صاحب الكتاب الأخضر الذي أدعوه جديا لأن يضعه في مؤخرته.... او السوريون الذين أبدوا من أيام استعدادهم للتفاوض..... أو الأردنيون الذين لديهم جينات الخيانة الملكية الشهيرة منذ عهد الراحل حسين فعلام الاتهام ؟الجميع كان واقفا يدعك قرونه بحسرة لحظة الاغتصاب
.......................................
سيظل المشهد طويلا مملا مكررا اجتماع من أجل اطلاق الريح في الهواء و ستظل مفاتيح اللعبة في يد السادة سنظل راكعين دون تسبيح
و ستطلق الصحافة كلابها من الجانبن المتأخونين و العلمانيين و ستزدان الصحف بجثث الشهداء لاسابيع و قد تشجب الأمم المتحدة علي احسن الظروف المذبحة .... ثم تخبو النيران من جديد بمكاسب و شروط اسرائيلية جديدة.... و تنازلات و خنوع عربي جديد ثم ينشغل الخليج بكأس خليجي و ينشغل المصريون بمباراة الأهلي و الزمالك... الي هؤلاء الذين يرموننا بالعمالة أقول لكم نحن جميعا عملاء نحن جميعا أفواه كبيرة ....و نحن جميعا في انتظار كبير عملائنا.....ذلك الذي سيطلق الريح ؟

Saturday, November 8, 2008

غترة في ميدان تحرير لم يتم

أين كنت؟
لا أعلم و لكن علي ما يبدو أنه امتحانات بكالوريوس الباطنة كان ذلك صيفا و رمضانا و رمضاءا.....لن أتكلم عن سياسات تعليمية فاشلة لا تصلح لتخريجك من كلية "
طب الأسكندرية المرموقة كما يدعون الا "مطاهر" بضم الميم و فتح الهاء أو كسرها.... كانت فترة سيئة و الله العظيم سيئة لدرجت أنني تمنيت الموت كي أتخلص مما أنا فيه... المهم أنني بعد مقاطعة الجرائد لنحو شهرو يزيدأنفجرت في رأسي فكرة أن أنزل لأشتري الجريدة و أعرف ما يحدث في مصرنا المحروسة باللصوص و رجال الفكر الجديد.... ماذا و جدت أنباء عن تورط حوت العقارات هشام طلعت مصطفي في قتل الزبدة اللبنانية سوزان تميم.... ثم الدويقة ثم حريق مجلس الشوري و...و..و....و في الجانب الاخرمن العالم كانت هوجة الانتخابات الأمريكية كانت ما تزال في عزها و أوباما الأسود نصف المسلم يقارع العجوز ماكين في تحول أمريكي نحو خطوط حملااء لم يجروء أعتي المتافائلين يوما أن يتخيلها و كأننا لسنا من بشر هذا الكوكب لا التعبير الأفضل تعبير الأسواني.... نحن كبالوعة الصرف العالم يمر بجوارنا علي أساس أننا حفرة لتجميع القاذورات بينما يغفل أن هناك عالما كاملا يحدث بداخله.... عالما من الصراصير و صراع حياة بينها و بين النمل و المخلوقات الكريهة الأخري بنما من يعبر يكون مشغولا بعالمه الخارجي...و ذات يوم و أنا في أواخر أيام الامتحانات و بعد أن تحولت الي مريض نفسي تقريبا قرأت تقريرالطبيب الشرعي في و فاة سوزان تميم و الذي قال فيه أن الضحية أجرت عملية لتكبير الثديين أستخدم فيها سليكون زنة نصف كيلو جرام في كل ثدي و أيضا في الأليتين فأبتسمت تشفيا في هشام لا المطربة معني هذا أن أخونا هشام دفع 50 مليون جنيه مصري من أموال (مدينته) في امرأه فالصو.... ثم هالني تعابيرالشماتة في و جوه المئات بعد خبر حريق الشوري كان هذا مثالا عمليا علي الفصام الذي يعيش فيه المصريين بين وطنهم و مواطنتهم و أن نظامهم تفوق علي أعتي النظم السياسية في العالم ليس لأنه يصعد بشعبه نحو الدرك الأسفل من الهاوية و لكن لأنه (أنحس نظام) شاهده العالم
.........................................
منذ يومين أو أقل سمعت عن جلد الطبيبين المصريين بالسعودية بزعم تسهيلهم المخدرلسيدات عربيات....رأي في الخليج و السعودية معروف تماما عقلية الصحراء و أكل تماثيل العجوة لن تتغير أبدا حتي لو صارسعر البرميل مليون دولار...نظرة الغترة الخليجية للطربوش المصري لن تتغير هميشعرون بالدونية منذ ارسال مصركسوة الكعبة الاّن حدثني عن ارسالالشعور بالدونية في طرود فضائيات مشايخ الثعبان الأقرع و حرمانية توم و جيري... حدثني عن مغامرات العرب في شوارع القاهرة مع فتيات تخلين عن دعم مصيلحي و كادر نظيف و فكر جمال و ضرائب غالي و مرور عدلي.....حدثني يوميا عن معايرتهم لنا بخط الفقر الذي ندخن البانجو أسفله...ثم أتحفني بعروبة مصر و دورها كأخت كبري تلك الأخت التي تمارس البغاء السياسي مع الولايات المتحدة لكي تعيش أخواتها العرب دون تغيير بالقوة...... الغنج السعودي أسفل العقال لا يكاد يسمع تأوهات مصر فوق سلالم نقابات الصحفيين الا كنوع من العهر....و لست متحيزا للطبيبين لو أنني أعلم ماذا درسوا في مصر و أنا سعودي لأمرت بذبحهما
علقة و أنتم طيبون و لا أملك الا أن أقول تحيا الصداقة المصرية السعودية و كل جلدة و أنتم طيبون

Friday, June 20, 2008

اللحظات الأخيرة

كل شييء كان جيدا زيجته التي اثارت الجدل طواها النسيان... النواب الذين "يعملون لديه" أستطاع أن يتخلص من شكواهم "بكام" عشوة في الفور سيزونز.... حتي الكابتن "أبو لخد " الذي كان يحتل موقعه منذ أعوام قليلة يبدو أنه لم يعد متفرغا له خصوصا بعد ان غضب عليه الرجل الكبير و الرجل الصغير أيضا...."جمااااااال" قالها و هو يتذكر شخصين يحملا نفس الأسم و لا يحملا نفس العقلية فالأول لو كان موجود حتي الآن لظل كما هو تاجر خردة بالوكالة كما كان أسلافه....الثاني يا جمال الثاني! حصة ادارية في شركة الدخيلة و أرباح بلا حساب و حصانة من القدر ذاته و و و و..... كم هم اغبياء من يتصورون أنه يستيقظ يوميا لكي يزيد من ملياراته... أغبياء لقد خلع المال من رأسه كما خلع بيجاما الحرير الصيني هذا الصباح.... أن ما لديه الآن يكفيه ليعيش ملكا في أي دولة أوروبية..... السياسة أيها السادة لو ترك موقعه الآن لزحفت المعارضة علي المجلس و لحرج النظام و "زنق" في ركن الحلبة أمام المستقلين و الأخوان... السياسة مال و نفوذ لا أيدلوجيات و لا يحزنون! السياسة أيها السادة أقوي من قوانين السماء في بلدنا هذا ! السياسة أيها السادة مطمح الملايين و مضغة في فم المعارضة... و كلية لأولاد الأكابر
وطريقة يتبعها هو مع نواب الحزب الذين أحيانا -مع نقص الأنفس و الثمرات- ينبت لهم دمل ضمير صغير فيأتي هو بمبضع الترغيب في رئاسة لجنة أو أمانة أو بالترهيب بالشطب و الشكوي للرجل الكبير فيقضي علي هذا الدمل في ثوان...... لكن لعنة الله علي السياسة صداع و حمي وطنية يجابهها من بعض المرتزقة المعارضين هذا بالأضافة الي انه لا يجد وقت تقريبا للعناية بزوجته الجديدة التي دفع فيها كام مليون
أرخي رأسه و هو يتذكر الايام السابقة ففي برلمان هذه البلاد "الأغلبية تكسب الشجاعة" حسنا لم يحدث هذا مؤخرا فأخبار الممارسات الاحتكارية تتناقلها الألسن كالوباء... أينعم هو "كبر" دماغه بمنطق دعهم يخبطون رأسهم في الحائط بأن معارضة المجلس لا تسوي جناح بعوضة الا أن القانون المقدم مؤخرا كافي بنسف مستقبل امبراطوريته التي تستولي علي 60 بالمئة من السوق.... طبعا لن يظهر أحد من الكبار لدعمه منعا للقيل و القال ... ثم أتي وزير الصناعة الذي يلقبه الجميع بالوزير الشبعان الذي تقدم بقانون يغرم فيه المحتكر 15 بالمئة من قيمة المبيعات... ليس هذا فحسب بل بأعفاء المبلغ عن الاحتكار من العقوبة..... يعني موت و خراب ديار..... السوق مليء بهؤلاء الذين يتمنون أن يروه هباء منثورا.... يمتليء بهؤلاء الذين جلس معهم في الغرف المغلقة و أخبرهم سرا بضرورة رفع السعر..... و الصحافة تريد جنازة لتشبع فيها لطما كالعادة..... قضي يوميه الاخيرين بعد تقديم المشروع في جلسات مكثفة ألتهمت 40 ساعة من ال48 ساعة قبل أن تقدم بطلب لمراجعة المشروع.... تذكر كيف درب نوابه علي ما سيجري في اليوم الأخير و في اللحظات الأخيرة علي ما سيحدث لم يهتم كثيرا بالاخبار التي تناقلت عن ان وزير الصناعة سافر الي باريس و رفض حضور الجلسة ..... كل ما كان يهمه هو " المدبوليزم السياسي" الذي سيحدث بعض قليل سيقول هو "يا أمو ملاية لف" قاصدا شركته و يرد نوابه " اسم الله" سيقول تقتل مية و ألف" قاصدا القانون الجديد فيرد نوابه بغضب " حد الله" نعم ليتخلص من القانون و لتضرب المعارضة دماغها في أعرض حائط بالمجلس
لماذا لا يخترعون جهاز تشويش علي هؤلاء الحشرات حتي لا يراهم أحد ولا يسمعهم أحد ..... و بعدها يتوجه لبالما دي مايوركا ليقصد أجازته و يريح رأسه المتعب قليلا من التفكير...... نزل من سيارته المرسيدس الجديدة.... و عدل من وضع كرافتته و دلف الي المجلس
..............................................

جلسات المجلس تمتليءبأشياء عجيبة حقا كمية من اللعاب و السباب لا يراها الا هنا.... هذا فضلا عن الطرائف كان "ابو لخد" مشهور بعصبيته الشديدة علي المعارضة فكان مثلا بقوم و يقول لمعارضه "عاوز أيه يا خويا" أما هو فيكتفي بقزقزة الفستق و ينظر لهم بغضب شديد..... من الطرائف أيضا بعض نوابه من القفاطين الذين ما أن يتملكهم التعب حتي يفترشون المنضدة و يناموا دون خجل يذكر....فلتحيا مادة الخمسون بالمئة عمال و فلاحين و ليلعن من أتي بهؤلاء الي المجلس هكذا قال و هو ينظر دون أن يسمع الي الغضب العارم من النواب الأخرين......و مرت الساعات سريعا ثم كانت اللحظات الأخيرة و هو ينظر الي بعض نواب الحزب الذي أبدوا تحفظاتهم علي اعتراضه علي القانون و هو الرابح منه باعتباره رجل أعمال كبير..... آه يا ولاد الكلب هي دي الديمقراطية اللي اتعلمتوها في الحزب نظر اليهم شذرا و وعيدا و غضبا فنكسوا رؤؤسهم ثم أخيرا كان له ما كان ألغيت مادة أعفاء المبلغ من العقوبة و تم تحديد الغرامة بثلاثمئة مليون جنيه حد أقصي " يا بلاش علي الجزمة" هكذا قال في سره ثم غادر المجلس في خيلاء و استعلاء و هو يلقي نظرة علي قبته الشامخة و هو يتذكر بكراهية أن أسابيع قليلة و تبدأ دورة جديدة من الصراع البرلماني و لا يعلم سوي الله وحده -و الرجل الكبير و الصغير طبعا-ماذا سيحدث في لحظاتها الأخيرة

Monday, June 16, 2008

بقعة الشرف الحمراء

بدت لوهلة بفستان زفافها الابيض كملكة متوجة في ليلة جلوسها علي عرش قلبه السعيد و نافسها هو ببدلته الفيرساتشي السوداء التي كانت بلونها الأسود تشع فخامة و أناقة.....مرت الأحداث بسرعة و هو يزف فيخرج فيسهر معها ثم يستقلا الطائرة الي أسوان التي أستقبلتهم برائحتها القوية رائحة القدم و الفخامة الفخامة المصرية التي لم تشوهها اللوحات الغربية أو الخليجية....وسرعان ما دخلا الي الفندق الفخم الذي كان علي ما يبدو صمم من أجل ملابس عرسهما خصيصا ببهوه الأنيق....و ثرياه الشامخة.....و بينما هم في المصعد في طريقهما لعش الزوجية المؤقت نظر اليها بابتسامة و هو يتذكر كيف دار النرد علي طاولة حياته فاختارها له..... سنوات طويلة من العمل الشاق في عدة دول سنوات طويلة من الاغتراب و هو يعمل كالثور في ساقية الخليج و المملكة المتحدة حتي استحال و جهه الي وجه رجل عجوز علي الرغم من أنه لم يتم الاربعين بعد...حتي نزل في اجازة قصيرة..... لم يشعر بالراحة الا عندما دخل الي بيتهم القديم و زخات الماء البارد ترش جسده ثم يد أمه تعطيه البشكير
دخل حجرته و ألقي جسده علي السرير و أشعل أسطوانة عتيقة لفيروز و نام..... ثم استيقظ علي جلبة في الصالة صوت ضحك و طقطقة فناجين... و همس انثوي..... أتجه الي الحمام و غسل و جهه وز سرعان ما ذهب الي الصالة حتي فوجيء بتلك الغادة الحسناء تجلس بجانب امه و بجانبها سيدةهي نسخة قديمة منها فرك عينيه ليكتشف بسهولة أنهما ابنة خالته و خالته....ثم كان الزواج منها بسهولة شديدة في غضون شهر و نصف و بالطبع لم يستمع لنصائح أصدقائه الذين حلوا بمصر معه في الاجازة باعتبار ان هذا حسد علي رأي والدته و بان أجلها قد حان و تريد أن تفرح بوحيدها.... و مرت الأحداث سريعا ليجد و جهه بعد عدة جلسات مع خطيبته يكتسب طابع الشباب و يشعر بقوة دافعة في شرايينه لا عهد له بها......تذكر كل هذا و افيق علي صوت حجرة الفندق و هي تفتح ثم كالحالم و هو يغير ملابسه في الحمام لأن زوجته قد تعللت بخجلها.... أرتدي الروب علي جسده العاري و ذهب الي الفراش و كانه ذاهب الي امتحان الماجستير الذي كان قد فرغ منه منذ عامين....... شعر بجسدها يتوهج بجانبه و ما حدث بعد ذلك هو تكرار لجميع ليالي الزفاف بعد ثلث الساعة أشعل نور الحجرة و نظر في فخر الي بقعة الشرف الحمراء التي تزين مفرش السرير الأبيض فقبلها بهدوء و نام قرير العين
..............................................
أستيقظ مبكرا كعادته ففي فنادق كتلك يكون الافطار في الثامنة علي الأكثر حاول ايقاظها مرارا بالتدليل و بالدغدغة ثم اخيرا قامت و أخبرته بأن ينتظرها في المطعم و أعطته قبلة رقيقة و هي تتوجه الي الحمام........ دلف بهدوء الي المطعم ووجهه يحمل ابتسامة فارقته منذ القدم
و في سره قال لياتي عبد المتجلي الآن ليري ما أنا فيه من نعيم....... أخذ يصفر بلحن اغنية فيروز حبيتك بالصيف و سرعان ما مل الانتظار قال لنفسه و لم لا أداعبها بعض الشييء ذهب الي خارج المطعم و وضع كارت اتصال باحد الكبائن ثم هييء نفسه للدعابة التالية
آلو-
غير من صوته و هو يجيب صوتها الساحر: أزيك يا جميل
مين معايا-
رد هومتصنعا الدهشة: ازاي متعرفينينش قوام نسيتي
لا الحقيقة مش فاكرة-
شعر هو ببشائر الضحك فغير من صوته أكثر و هو يجيب :أنا بتاع زمااااان أفتكري دانتي ياما جريتي ورايا
شعر بصدمة و هي تجيبه: انا عمري ماجريت ورا حد الرجالة هما اللي حفيوا ورايا يا بابا
غير من صوته و لهجته الفكاهية فأكتسبت الصرامة: طب منتقابل يمكن افكرك عشان شكلك عاملة نفسك ناسية أيامنا مع بعض
حطمت فؤاده و هي تجيب : أسمع أنا متجوزة دلوقتي و ايام زمان لو كان في زمان و أنت مش كداب راحت لحالها مش معني اني عملت معاك حاجة انك حتفتكر أني ليك لا يا حبيبي يا ما بنات سهروا مع شبان في بيوتهم و كل واحد يروح لحاله لا أنت أول راجل ولا أنا آخر بنت أنا متجوزة و جوزي ممكن يوديك في داهية
أغلق سماعة الهاتف و هرع علي الدرج بأقصي سرعة أكتسي وجهه بملامح الشيخوخة المتكلسة القديمة التي كانت قد ذابت بفعل الحب
تذكر مقولة صديقه الأثير بأن الزواج مثل البدلة القديمة كان لها وقتها و ما أن يتجاوز زمانها فالأفضل أن تعلق في مشجب النسيان ! فتح الباب بسهولة و وجدها تستقبل وجهه الأسمنتي بفزع رهيب و ما حدث بعد ذلك هوتكرار ممل لجرائم الخيانة فما أن أنتهي منها حتي تطلع بهدوء الي بقعة الشرف الحمراء و هي تلطخ ملاية السرير البيضاء

Monday, May 26, 2008

الكأس لنا

كلمة السر
الأبطال

هداف الزمالك التاريخي


امام الموهوبين



لا ترحل



خليك معانا


و انتظروا الزمالك
قريبا